الخوف من الكذب القح
بيئتنا الثقافية مليئة بموارد الثقافة فهي كثيرة بالعدد و متنوعة بالوسيلة و بعضها يعصفه رياح التغيير و بعضها تتلوه حناجر المسنيين و أوراق النساخ من العرب في العصر العباسي خصوصاً ، نفهم بعضها بالعصى و ندرك بعضها بعد الألم ، تتعلق الثقافة بأفهامنا بمنطق الآباء و نستحي من الخوض بحقيقتها و مصادر التوثيق فيها ، و بعضها نحاربه ونحن نعلم مصادر معلوماته ومصداقيتها ولكن نزجر العقل و القلب عن المتابعة ، ثقافته راقية و تقريعه مهذب و تأنيبه مؤلم و مع ذلك فالمخور في عباب بحره الزاخر بالدر و اللولو تفرمه قبل اللولوج لأفهامنا قِصر إدراكنا لمغزاه الإقتصادي أو الإجتماعي أو السياسي ، يصل له قلة من الموفقين ويشرحونه كما يريد مجتمعنا الشرقي ، ويصبح رواية تردد أسفارها ترانيم القراء المشهورين في سماء التواصل الإجتماعي ، مايحز في نفس المثقف اليوم أنه كان يقرأها بفهم يحرسه ( حراس الفضيلة) فلا يجرُؤ على التلميح له حتى !، أين مضاد الدرع الإجتماعي عن ما يحصل في مجتمع النساء من ركن الثقافة " عيشي" حياتك وقد تركت الرجل في الحياة بلا مؤنس ولا مؤدب صامت !!؟ أين أمي التي كانت رمزاً للمدرسة في تربية أزواجي و بناتي الصغيرات ؟!! لقد قرأت الثقافة من عين الحرية حتى حرمت أمي من تأديبي ،،
شاقني قصة كليلة ودمنة و تركيزها بأهمية طاعة الأم و أنها تصفعك بحنية لكي لاتصفعك الحياة بـ ( قلم ) يفك رقبتك !.
وشاقني أني أسير في هذا الزمن بتحرر تفكيري من "خطر المؤامرة " الهوس المميت و القاتل لكل خطة علاجية لإبعاد شرك الأعداء ، حتى تساوى نصائح الحبيب بنصائح الحاقد البغيض ، " هوس المؤامرة " يطحن كل قواعد السلامة ، عصرنا يحتاج الى عصير التفاح ليفرح أبنائي بقراءة أخر كتبي ، وهم يتذوقون ( بيتي فور) مع الفنجان في آخر المساء ، ويقولون أن الدجاجة كانت عاقة لأمها من البداية .
الكاتب / لافي هليل الرويلي